اعلان ادسنس

الجنة ونعيمها: وصف لأروع دار أعدها الله لعباده الصالحي

مواضيع
1

الجنة ونعيمها: وصف لأروع دار أعدها الله لعباده الصالحين

الجنة ونعيمها: وصف لأروع دار أعدها الله لعباده الصالحين

الجنة هي دار النعيم الأبدي التي أعدها الله لعباده الصالحين، حيث يجدون فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذُنٌ سمعَت، ولا خطر على قلب بشر. وقد وردت أوصافها في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا} (الرعد:35)، وقوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} (محمد:15).

وصف النبي صلى الله عليه وسلم للجنة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الجنة لتشويق المسلمين إليها وحثهم على السعي إليها، فقال عن رب العزة: (أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بَشر، مصداق ذلك في كتاب الله: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17)) رواه البخاري.

وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُنادِي مُنادٍ (عَلى أَهْل الجنَّة): إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبْأسوا أبداً، فذلك قوله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الأعراف:43)) رواه مسلم.

نعيم الجنة ودرجاتها

الجنة ليست درجة واحدة، بل تتفاوت درجاتها وفقًا لأعمال المؤمنين في الدنيا، قال الله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} (الأحقاف:19). ومن أعظم الدرجات الفردوس الأعلى الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى طلبه، فقال: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة) رواه البخاري.

مظاهر النعيم في الجنة

  • القصور الفاخرة: حيث يسكن المؤمنون في منازل عظيمة مبنية من اللؤلؤ والذهب والفضة.
  • الطعام والشراب: بما لا يتخيله بشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام) رواه البخاري.
  • الخلود بلا موت: فلا يوجد فيها حزن أو ألم، بل فرح دائم وسعادة أبدية.

أول من يدخل الجنة

يُعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة، وهو الذي يُفتح له بابها قبل جميع الأنبياء والمرسلين. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أكْثَرُ الأنْبِياءِ تَبَعًا يَومَ القِيامَةِ، وأنا أوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجَنَّة) رواه مسلم.

وقد ورد حديث آخر يؤكد ذلك، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِح، فَيَقُولُ الْخَازِن: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُول: مُحَمَّد، فَيَقُول: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَك) رواه مسلم.

أمة الإسلام أول الأمم دخولًا إلى الجنة

خصَّ الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بفضائل عديدة، منها أنها أول الأمم دخولًا إلى الجنة، رغم أنها آخر الأمم من حيث الزمن. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَحْنُ الآخِرُونَ الأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، ونَحْنُ أوَّلُ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ، بَيْدَ أنَّهُمْ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فاخْتَلَفُوا، فَهَدانا اللَّهُ لِما اخْتَلَفُوا فيه مِنَ الحَقّ) رواه مسلم.

تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته

خصَّ الله عز وجل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بخصائص كثيرة، ومن ذلك أنه أول من يدخل الجنة، وأن أمته هي أول الأمم دخولًا إلى الجنة، وهذا يدل على شرفه وعلو مكانته عند الله. فكما قال ابن القيم رحمه الله: "فهذه الأمة أسبق الأمم خروجا مِن الأرض، وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف، وأسبقهم إلى الفصل والقضاء بينهم، وأسبقهم إلى الجواز على الصراط، وأسبقهم إلى دخول الجنة، فالجنة محرمة على الأنبياء حتى يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم، ومحرمة على الأمم حتى تدخلها أمته".

رؤية الله في الجنة

من أعظم النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة رؤية الله عز وجل، وهي أعظم ما يُعطى المؤمنون، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:22-23). وعن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيّض وجوهنا؟ ألم تُدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم) رواه مسلم.

الخاتمة

الجنة هي دار النعيم التي لا توصف، أعدها الله لعباده المؤمنين، وجعل فيها ما تقر به الأعين وتسر به القلوب. فلنجتهد في طاعة الله، ونتجنب المعاصي، حتى نكون من أهل الجنة، ونسأل الله أن يرزقنا الفردوس الأعلى برحمته.

التصنيفات:

إرسال تعليق

1 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق
اعلان ادسنس اول المقال
اعلان ادسنس اول المقال

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !