قصة الأميرة والوحش:
في قديم الزمان، عاش تاجر مع بناته الثلاث الجميلات. كان يحبهنّ حبًا جمًا، وفي كل مرة يذهب فيها إلى السوق، كان يسألهنّ عما يرغبن فيه. طلبت الابنة الكبرى ثوبًا من الحرير، والثانية عقدًا من اللؤلؤ، أما الابنة الصغرى، وكانت الأجمل والأقرب إلى قلب أبيها، فطلبت وردة حمراء.
كان الطريق إلى السوق طويلًا ووعرًا، وفي طريق العودة، اشتدت عاصفة قوية، واضطر التاجر إلى الاحتماء في قلعة مهجورة. لم يجد أحدًا في القلعة، لكنه وجد طاولة عامرة بأشهى المأكولات والمشروبات، فجلس وأكل حتى شبع.
في الصباح، وجد طعام الإفطار جاهزًا، فازداد تعجبه. وعندما همّ بالمغادرة، رأى حديقة مليئة بالورود، فقرر أن يقطف وردة حمراء لابنته الصغرى.
عندما قطف الوردة، سمع صوتًا مرعبًا يقول: "أيها الناكر للجميل! لقد أسأت إلى من أحسن إليك!"
نظر التاجر حوله، فرأى وحشًا ضخمًا، فارتعد خوفًا. أخبره الوحش أنه لن يسامحه إلا إذا أحضر ابنته الصغرى إلى القلعة.
عاد التاجر إلى بيته، وأخبر ابنته بما حدث، فوافقت الفتاة على الذهاب إلى القلعة فداءً لأبيها.
في القلعة، اعتادت الفتاة على الوحش، وأصبحا صديقين مقربين. وفي يوم من الأيام، طلب الوحش من الفتاة أن تتزوجه، فرفضت بأدب، ولكنها وعدته بأنها ستفكر في الأمر.
اشتاقت الفتاة إلى أهلها، فسمح لها الوحش بزيارتهم، واشترط عليها أن تعود بعد سبعة أيام.
عندما عادت الفتاة إلى بيتها، رأت والدها مريضًا، فقررت البقاء معه حتى يشفى.
في الليلة السابعة، رأت الفتاة في حلمها أن الوحش مريض جدًا، فخافت عليه، وعادت مسرعة إلى القلعة.
وجدته على فراش الموت، فبكت وتوسلت إليه أن يبقى معها، ووعدته بأنها ستتزوجه.
عندما سمع الوحش كلامها، تحول إلى شاب وسيم، وأخبرها أنه كان ضحية لسحر، وأن حبها هو الذي خلصه من السحر.
تزوجت الأميرة من الأمير، وعاشا في سعادة وهناء إلى الأبد.
الدروس المستفادة من القصة:
- الإحسان إلى الآخرين: الجزاء من جنس العمل، فالإحسان يجلب الخير والبركة.
- الوفاء بالوعود: يجب الوفاء بالعهود والوعود مهما كانت الظروف.
- عدم الحكم على المظاهر: الجمال الحقيقي يكمن في الداخل، ولا يجب الحكم على الناس من خلال مظهرهم الخارجي.
- التضحية من أجل الآخرين: التضحية من أجل من نحب هي من أعظم القيم الإنسانية.
- الحب الحقيقي ينتصر على كل شيء: الحب الحقيقي قادر على تغيير المستحيل وتحقيق المعجزات.
